هل هو من سبيل المصادفة أن يوافق موعد مباريات الجولة الرابعة من المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2014 إجازة عيد الأضحى؟ وأن يكون الأمر سبق أن تكرر مع مباريات الجولتين الأولى والثانية مع عيد الفطر؟ هذا الأمر أحرج منتخبات غرب آسيا المسلمة التي كان عليها أن تحرك لاعبيها من إجازة العيد وتستعد بهم لمباريات هامة وحساسة.. في وقت لايتكرر هذا مع المنتخبات الأوروبية والأمريكية التي تهتم اتحاداتها بتجنب الأعياد وتبقيها إجازة للاعبين.
اتهم عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الدكتور حافظ المدلج الاتحادات الأهلية لكرة القدم في الدول الإسلامية بعدم الاهتمام بمواعيد الأعياد الدينية فيها، لأنها لم تخاطب الاتحاد الدولي لكرة القدم مبكرا لكي يتجنب هذه الأيام من روزنامة أيام فيفا.. مؤكدأ أن هذا القصور هو ما تسبب في وضع مواعيد مباريات الجولة الرابعة من المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم في إجازة عيد الأضحى، وكانت قبلها الجولتان الأولى والثانية وافقتا عيد الفطر.. وهو ماتسبب في إحراج منتخبات غرب آسيا. ويقول المدلج :”يخضع تحديد مواعيد مباريات التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم لمواعيد روزنامة الاتحاد الدولي التي يسير الاتحاد الآسيوي عليها.. كونها لابد أن توافق أيام فيفا التي حددها الاتحاد الدولي لكرة القدم.. وفي هذه الأحيان تلعب كل منتخبات العالم مباريات تصفيات كأس العالم وليس القارة الآسيوية فقط.. لأنها محددة سلفا من فيفا”.. ويتابع :”لا أدافع عن الاتحاد الآسيوي ولكن من المستحيل أن يكون هناك استهداف لمواعيد الأعياد من أجل الأضرار بمنتخبات غرب آسيا، خاصة أن رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي هو الإماراتي يوسف السركال وهو مسلم مستحيل أن يلحق الضرر بمنتخبات غرب آسيا.. فلاعلاقة للاتحاد الآسيوي بمواعيد المباريات خصوصا في تصفيات كأس العالم”.
ويشدد المدلج على أن الاتحادات الإسلامية مقصرة في مخاطبة فيفا مبكرا كي تعلمه بمواعيد أعيادها كي يتجنبها، مؤكدا أنه لو خاطبه فلن يرضى بوضع المباريات المهمة في مواسم أعياد أسوة بتجنبه لأعياد أخرى.. ويضيف :” هو سوء حظ.. أيام فيفا توضع حسب الروزنامة الميلادية، خاصة أن الروزنامة الهجرية تتغير سنويا وغير ثابتة.. وصادفت هذه المرة أن المباريات وافقت عيدي الفطر والأضحى”. ويستدرك المدلج :”هذا لايمنع أن هناك قصوراً من الاتحادات الإسلامية، فكان من المفترض أن يكون هناك تحرك مبكر بهذا الخصوص، وأن يزودوا الاتحاد الدولي بمواعيد الأعياد ويطلبوا من الاتحاد الدولي عدم وضع المباريات الدولية فيها لاحقا.. ولكن نحن مقصرون بهذا الجانب.. يشكل المسلمون أكثر من مليار إنسان مع ذلك ليس لهم تحرك قوي في الاتحاد الدولي، وفي تصوري لو خاطبوا الاتحاد الدولي بشكل جماعي ومنظم وقدموا له مواعيد الأعياد الدينية لمدة خمس سنوات مقبلة فأنا متأكد أن الاتحاد الدولي سيستجيب لهم، ولكننا لانخطط للمستقبل... أنا ضد نظرية المؤامرة وأن الاتحاد الآسيوي يقصد هذا الأمر”.
إرباك الإعداد
من جانبه، يؤكد عضو لجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي البحريني الشيخ علي بن خليفة ال خليفة :”موضوع تضارب هذه المباريات مع أعياد المسلمين تم النظر فيه من خلال المناقشة الفعلية من قبل الأعضاء من قبل، وسيتم طرحه مرة أخرى في الاجتماعات المقبلة ليتم التثبيت في روزنامة 2012 حتى يتم وضع الحل الصحيح لهذه المشكلة”.. وتابع بن خليفة :”أوقات المباريات السابقة تمت جدولتها منذ فترة طويلة سواء على مستوى المنتخبات أو الفرق، وهو الشيء الذي حصل لفريق السد القطري عندما لعب النهائي في عطلة عيد الأضحى المبارك قبل عدة أيام”.
فيما يقول أمين عام الاتحاد البحريني لكرة القدم عبدالرحمن سيار: إن تزامن المباريات مع إجازة الأعياد الرسمية سبب إرباك الإعداد وتجهيز الفرق .. وقال:” يقضي اللاعبون أوقاتهم مع عوائلهم ويتفرغون للعبادة سواء بمناسبة عيد الفطر أو عيد الأضحى وجميعها مناسبات دينية، من المعروف أن جميع المسلمين يتجهزون ويستعدون لها بشكل خاص، كما أنها تؤثرعلى مستوى اللاعبين بداعي اختلاف توقيت النوم والأكل خلال هذه المناسبات، لذلك نطلب بأن يتم النظر فيها وإعادة جدولتها وهو الشيء الذي طلبناه من قبل المسؤولين بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم”.