فنسأل الله العلي القدير أن
يشرح صدرك ويجعلك سعيداً في الدنيا والآخرة، وراحة القلب تحصل للمؤمن
بذكره لله، قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم
بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ
الْقُلُوبُ}[الرعد:28]، قال العلامة السيوطي رحمه الله في تفسيره الدر
المنثور: (تسكن القلوب).
وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء لراحة القلب وطمأنينته، ففي مسند الإمام أحمد وغيره عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا
أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي
عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ
فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ
لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ
أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ
الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ
صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ
هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا قَالَ: فَقِيلَ يَا
رَسُولَ اللَّهِ: أَلَا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ
سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا".اهـ
فعليك أن تردد هذا
الدعاء في أوقات فراغك، وتوكل على الله في كل أمرك وتأكد من أن ما أصابك
لم يكن ليخطئك، وسيسكن قلبك ويستريح، والله الموفق.