يُخيل إلي بأن العالم ما عاد يعرف كيف يحب
وكيف يعشق
ما عاد يعرف كيف يكتب القصائد
ما عاد يعرف كيف يعبر عن ذاته
عن مشاعره
صار صخرا لا يعرف الحب
جامدا
ساكنا
مقتولة فيه المشاعر
مجهولة فيه الأماني
مهدورة فيه دماء العشاق
منذورة بالويل فيه قلوب المحبين
يخيل إلي بان العالم ما عاد هو العالم
صار حفرة سوداء
في كون مظلم
صار فستان أسود
صار كهف موحش
مرهب
بارد
مجهول المعالم
مفقودة بداخله الأحلام
مأسورة بداخله الأشواق
متهمة فيه القبلات
مغتصبة بداخله أحلام الطفولة
يخيل إلي بأن العالم قد ماتت إنسانيته منذ زمن
لا يطرف له جفن
أن رأى أخا يقتل أخيه
لا يشعر بالذنب
أن أغمد خنجرا في قلب المحبين
لا يشبع
من نزواته الضالة
ملعونة في شرعه الأشعار
مكسورة أضلاع القصائد
مشلولة هامات الحب
مسلوبة حريات الشعراء
يخيل إلي بأن العالم أصبح مليئا بالهراء
الكلام فيه أسمى من الفعل
يتحدث قادته بلا شبع
من سماع أصواتهم
التي ترغي في الهباء
وكل حرف يقال تسمعه
ما هو إلا غثاء
مغمورة وعوده بالحلف واليمين
مغدورة شعوبه بسيف السلاطين
مسعورة فيه كلاب الصيادين
مغسولة بالدم أجساد الخاطئين
يخيل إلي بأن العالم أصبح مسرحا
للعبث
وملهاة للعابثين
وأرضا تنهش لحم قتلاها
نسور الغاصبين