اليقين بأنَّ السعادة الحقيقية ليست في الدنيا وإنما هي في الدار الآخرة للمؤمنين . وأنَّ سعادة الدنيا ـ إن حصلت ـ فإنها لا تُساوي شيئاً مذكوراً في نعيم الآخرة لمن أكرمه الله به .
قال تعالى : { فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل } التوبة :38
قال الله تعالى عن السعداء في دار الهناء : { فأما الذين سُعِدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلاَّ ما شاء ربك عطاءً غير مجذوذ } هود : 107
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" يؤتي بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيصبغ في النار صبغة ، ثم يقال : يا ابن آدم هل رأيت خيرًا قط ؟ هل مرَّ بك نعيم قط ؟
فيقول : لا ، والله يا رب .
ويؤتى بأشد الناس بؤسًا في الدنيا من أل الجنة ، فيصبغ صبغة في الجنة ، فيقال له : يا ابن آدم هل رأيت بؤسًا قط ؟ هل مرَّ بك شدة قط ؟
فيقول : لا ، والله يا رب ما مرَّ بي بؤس قط ، ولا رأيت شدة قط " صحيح مسلم
وعن المستورد بن شداد ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" والله ! ما الدنيا في الآخرة إلاَّ مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم ، فلينظر بم يرجع " صحيح مسلم
قال الله تعالى عن أهل الجنة :{ وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنَّا الحزن إن ربنا لغفور شكور . الذي أحلَّنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب } فاطر : 35
فمن أراد البحث عن الراحة من العناء ، والسلامة من الشقاء ، والنجاة من التعب والنَّصب، فإنما هي في الجنَّة ، حيث النعيم الذي لا يكدره شقاء ، والسعادة التي لا يخالطها عناء ، والسرور الذي لا يتجاور ـ أبداً ـ مع الأحزان !
فإنَّك بدخولك الجنة تُلقي الهموم والغموم والأكدار خلف ظهرك ، لتدخل إلى جنَّة ربك ، حيث الرضا والرضوان ، والسعادة والاطمئنان ، والأمان من الأحزان ، في جوار الملك القهَّار ، وأعظم به من جار !