1-
لم تعد الأرض تلك التي نعرفها
لقد صارت أرضا أخرى
خالية من المشاعر التي سكنتنا ذات يوم
صار كل شيء فيها شرير
حتى الإبتسامة في وجه طفل صغير
و ظلالنا التي انعكست على الجدران
ما عادت تمت للبشر بصلة
بل صارت وكأنها ظلال الشياطين
و اللحن الذي يتردد كخلفية للمشهد المظلم
يصم الآذان
وكأنه صرخة مدوية
لم تخرج من حلق إنسان..
-2-
السماء أختلفت
صارت بلا ألوان
ما عاد شيئا يميزها
بلا نجوم
و لا غيوم
و لا أية بهجة سماوية
أصبحت دانية
تكاد تسقط على رؤوسنا
هي و شمسها الحارقة
لا أحد منا يتآمل الخلاص
الكل يعرف ما مصيره
يترقبه
و يخاف منه
أجسادنا تخشى النار
وأروحنا تهرب
ولكنها تسقط في مصيدة العودة
إلى ما تهرب منه
-3-
كلنا كنا منغمسين في شرورنا
حين آتانا الصوت
ليس كمثله صوت
غير شيء ما فينا
غير شكل ملامحنا
أعاد رسمنا كما لم نكن
وزرع الخوف و الرهبة في قلوبنا الصدئة
حينا سمعناه غبنا عن الوعي
تساقطنا كقطرات مطر
واحدا تلو الآخر
و صرنا كأعجاز نخل خاوية
لا تُسمع أصواتنا
و ضحكاتنا الشريرة أختفت عن ظاهر الأرض
-4-
كنا أموات
هذه حقيقة لا جدال فيها
ورغم عجزنا عن الحركة
رغم سكوننا
سمعنا الصوت من جديد
فهتزت خلايانا
تفجرت في أجسادنا
عُدنا للحياة
كنبتة جديدة فرت من سجن بذرتها
رأينا النور مرة أخرى
وكأننا نراه للمرة الأولى
حتى أمواتنا السابقين
حركوا أطرافهم التي لم يحركوها منذ قرون
وأزاحوا التراب عن أعينهم
ليروا الدنيا من جديد
و لكنها لم تعد دنيا
تلك التي عرفوها
ما عادت دنيا تلك التي عرفناها
-5-
عرايا
و خطايانا تلك التي أرتكبناها
رُسمت على أجسادنا كوشوم لا تُمحى
وكيف لها أن تُمحى و قد حفرناها على أجسادنا
تتخذ شكل ثعابين
يقتلنا سمها ولكن لا نموت
فبعد يوم أن بُعثنا
لا موت هناك
فقط خوف ورهبة لماهو أقسى من الموت
الحياة الأبدية
يا أيه الموت كم كنت رحيما بنا
وكم كنا أغبياء حين خفنا منك
-6-
الآن نحن واقفين
تحرقنا شمس أخرى سُلطت علينا
كعملا رجيم
يتصبب منا العرق كنهر
والبرد ينخر عظامنا رغم كل هذا
ظامئين
جائعين
نشعر أ لا نهاية لوقفتنا تلك
وهذا المشهد العظيم
-7-
تتطاير كتبنا فوق رؤوسنا
تلك التي سطرنا أوراقها
ألفناها
بكل غضها و غضيضها
وشاركنا الشيطان في تأليف فصولها
كماشاركتنا الملائكة
كل كتاب يُرمى في وجه صااحبه
فمن كتب كتابه باليمين
تلقته يمناه
و من كتب كتابه بالشمال
تلقته شماله
أصحاب اليمين في نعيم
و أصحاب الشمال في الجحيم
-8-
نمشي عل أقدامنا
أو نُسحب على وجوهنا
يتجاه الأرض الأخيرة
قلوبنا تدق
وأرواحنا ترتجف بداخلنا
والخوف يتآكلنا
من الحساب العسير
-9-
تُنادى أسماءنا
وكلنا يرهف السمع
لا يهمه أسم أمه أو أبوه
أو حبيته من غنى لها وكتب لها الأشعار
لا ينتظر سوى أسمه
يرى الآخرين وهم تتخطفهم الملائكة
وتأخذهم إلى حيث يُقضى في أمرهم
ويتسآل الباقون في أعماقهم
ترى ماذا ينتظرنا
-10-
صراط مستقيم نسلكه
أما على أقدامنا
أوعلى وجوهنا
كلنا سنسلكه
فهو آخر الطريق
في دربنا
-11-
الآن وصلنا
إلى اللا نهاية
يودعنا الموت
فيذبح على مرأى ومسمع من خافوا منه
لا موت
فقط حياة
أما في الجنة
وأمافي النار.