بسم الله الرحمن الرحيم
منالأفعال المكروهة في الصلاة لمنافاتها الخشوع
-1رفع البصر وتغميض العيون
هل رفع النظر في الصلاة يبطلها أم مكروه أم لا شيء فيه، وكذلك ماحكم الحركة في الصلاة القليلة والكثيرة وما حكم الإشارة باليدأثناء الصلاة؟
6 الصلاة عرفا وتوالى أبطلها،والإشارة باليد[/font][/color] جائزة للحاجة لما في الصحيحينمن حديث عائشة وجابر بن عبد الله رضي الله عنهمالما صلى بهم النبي -صلى الله عليه وسلم- جالسا في مرض له فقاموا خلفه فأشار إليهم أن اجلسوا.
ينظر المصلي في حال ركوعه إلى مكان سجوده أيضاً، أما في حالالتشهد فينظر إلى محل الإشارة وأما في حال سجوده فينظر إلى مقابلعينيه من الأرض.
حكم غمض العيون في الصلاة سواء أثناءالوقوف أو الركوع أو السجويكره ذلك.
الخشوع في الصلاة مطلوب من المصلي بلهو صفة من صفات المؤمنين التي مدحهم الله بها فأثنى عليهمسبحانه بأنهم في صلاتهم خاشعون، وينبغي أن يضع المصليبصره في موضع سجوده إلا في حالة التشهد فينظر موضع إشارته، وأما التغميض فغير مشروع في الصلاة بل مكروه.
هل يمكن للمسلم أنيصلي وهو يريد أن يقضي الحاجة؟
لا يجوز للمسلم أن يصلي وهو يدافع البول أو الغائط لقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (الصلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعالأخبثان) [أخرجه أحمد 6/43، 54، 73، ومسلم 1/78-79، وأبو داود برقم(89)، وأبو عوانة 1/268.] أخرجه مسلمفي صحيحه.
لا يجوز للمصلي أن يدخل في الصلاة وهويدافع الغائط أو البول لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:(لاصلاة بحضرة الطعام ولاوهو يدافعه الأخبثان)أخرجه مسلم في صحيحه، والحكمة في ذلك والله أعلم أن ذلك يمنع الخشوعفي الصلاة، لكن لو صلى وهو كذلك فإن صلاته صحيحة لكنها ناقصة غير كاملة للحديث المذكور ولا إعادة عليه. وأما إذا دخلت فيالصلاة وأنت غير مدافع للأخبثين وإنما حصلتالمدافعة أثناء الصلاة فإن الصلاة صحيحة ولا كراهةإذا لم تمنعك هذه المدافعة من إتمام الصلاة.
3-الالتفات في الصلاة
ورد النهي عن الالتفات في الصلاة وأنه اختلاس يختلسه الشيطان منصلاة العبد، ففي صحيح البخاري بسنده عن عائشة رضي الله عنهاقالت: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنالالتفات في الصلاة فقال: (هو اختلاس يختلسهالشيطان من صلاة العبد) [أخرجه أحمد 6/106، والبخاري 1/94،، 2/324، وأبوداود برقم (910) والنسائي1/177، والترمذي 2/484.] فعلم من ذلك أن الالتفات مكروه فيالصلاة وينقص ثوابها، لكن لا تجب الإعادة على منالتفت في صلاته لأنه قد ثبت في أحاديث أخرى ما يدل على جواز الالتفات إذا دعت إليه الحاجة، فعلم بذلك أنه لا يبطل الصلاة.
-4قتل الحية
س: إذا شرع رجل في صلاته وهذهالصلاة فرض من الأوقات الخمسة ورأى أمامه ثعباناأو عقربا فهل يقطع صلاته ويقتل ذلك أم يتم صلاته؟
ج: نعم يقطع صلاته ويقتل الثعبان أوالعقرب؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اقتلوا الأسودين فيالصلاة الحية والعقرب)، أخرجه أهل السنن وصححهابن حبان وإن أمكن قتلهما وهو في صلاته من دون عمل كثير عرفا فلابأس وصلاته صحيحة.
س: إنهم كانوا يصلون إحدى الصلواتفي البيت وأخذ منبه التليفون يرن وأشغلهم بالرنين مدة طويلة، فهليجوز في مثل هذه الحالة أن يتقدم المصلي أو يتأخرويرفع سماعة التليفون ويكبر أو يرفع صوته بالقراءة ليعلم صاحب التليفون أنه يصلي قياسا على فتح الباب للطارق أو رفع الصوتله؟
ج: إذا كان المصلي بالحالة التيذكرت وأخذ التليفون يرن جاز له أن يرفع السماعةولوتقدم قليلا أو تأخر كذلك أو أخذ عن يمينه أو شماله بشرط أن يكون مستقبل القبلة وأن يقول (سبحان الله) تنبيهاً للمتكلمبالتليفون لما ثبت في الصحيحين أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- كان يصلي وهو حامل أمامةبنت ابنته فإذا ركع وضعها وإذا قام حملها، وفي رواية مسلم: وهو يؤم الناس في المسجد [أخرجه مالك 1/170، والبخاري 1/487 فيسترة المصلي، باب إذا حمل جارية صغيرةعلى عنقه،ومسلم (543)في المساجد، باب جواز حمل الصبيان،وأبوداود برقم (917 -920) والنسائي 2/45.]، ولما روى أحمد وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله -صلى اللهعليه وسلم- يصلي في البيت والباب عليه مغلق فجئت فمشى حتى فتح لي ثم رجعإلى مقامه ووصفت أن الباب في القبلة [أخرجه أحمد6/31، وأبوداود(922) والنسائي 1/178،والترمذي 2/497.] وما رواه البخاري ومسلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ( من نابه شيء في صلاته فليسبحالرجال وليصفق النساء ).
5 - إذا عطس هل يحمد الله
إذا عطس أو تثاءب شخص في الصلاة فهليحمد الله للعطاس ويستعيذ بالله من الشيطان للتثاؤب؟
ج: من عطس أوتثاءب في الصلاة يحمدالله للعطاس، ولايستعيذ بالله من الشيطان لتثاؤبه، لعدم ورودذلك، ولايجيب من شمته لعطاسه حال كونه في صلاته ولايرد السلام على من سلم عليه وهو في الصلاة إلابالإشارة، لعموم ما ثبت من قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إن في الصلاة لشغلا)[أخرجه أحمد 1/376، 409 والبخاري 2/59، 63، 4/246، ومسلم 1/382 برقم (538)وأبوداود 1/567 برقم (923)، وابن خزيمة 2/34 برقم( 855) والبيهقي2/248، وابن أبي شيبة 2/74، وعبد الرزاق 2/334-335 برقم (3590-3593).] ولحديث معاوية بن الحكم السلميلما شمت رجلا في الصلاة قال له النبي -صلى اللهعليه وسلم-: (إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن) [أخرجه أحمد 5/447،448، ومسلم 1/381 -382 برقم(537)، وأبوداود 1/570 -574 برقم (930 -931 )، والنسائي 3/14-18 برقم (1218)، وابن أبي شيبة 2/432،والبيهقي 2/249، 250، 360، وأبوعوانة 2/141، 142، والدارمي1/353 - 354.]، أخرجه مسلم في صحيحه.
- 7 السلام علىالمصلي
س: هل يجوز للمسلم أن يسلمعلىالمسلم وهو في الصلاة أوفي حالة الذكر والدعاء؟
ج: أولاً: يشرع للمسلم أن يبدأ بالسلامأخاه المسلم وهو يصلي ولكنه لا يرد عليه السلام وهو في صلاتهإلا بالإشارة محافظة على صلاته، لما ثبت عن ابنعمر رضي الله عنهما قال: قلت لبلال كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو في الصلاة؟قال: يشير بيده [أخرجه أحمد 6/12، وأبوداود 1/569 برقم (927)، والترمذي2/204 برقم (368)والبيهقي 2/262.]، رواه الخمسة.
وثبت عنه أيضا عن صهيب رضي الله عنهمأنه قال: (مررت برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي فسلمتفرد إلي إشارة) وقال: لاأعلم إلا أنه قال(إشارة بأصبعه ) [أخرجه أبوداود 1/568 برقم (925)، والنسائي 3/5 برقم (1186 - 1187) والترمذي 2/203-204 برقم (367)وابن أبي شيبة 2/74، وعبد الرزاق 2/336 برقم (3597)، والحاكم3/12.] رواه الخمسة إلا ابن ماجه، وقالالترمذي: كلا الحديثين عندي صحيح وثبت عن أم سلمةرضي الله عنها أنها قالت سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن الركعتين بعد العصر، ثم رأيته يصليهما حين صلى العصر، قالتدخل وعندي نسوة من بني حرام من الأنصارفصلاهما، فأرسلت إليه الجارية فقلت: قومي بجنبه فقوليله: تقول لك أم سلمة يارسول الله سمعتك تنهى عن هاتين الركعتين وأراك تصليهما، فإن أشار بيده فاستأخري ففعلت الجارية فأشاربيده فاستأخرت عنه، فلما انصرف قال:(يابنت أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر، فإنهأتاني أناس من بني عبد القيس فشغلوني عنالركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان) [أخرجه البخاري2/67 -68، 5/117، ومسلم 1/571 -572 برقم (834)، وأبوداود 2/54-55 برقم(1273) والدارمي 1/334- 335، والبيهقي2/262، 457، وابن حبان4/444 برقم (1576)، وأبوعوانة1/384.] رواهالبخاري ومسلم. ففي هذه الأحاديث مشروعية السلامعلى المصلي وهو في صلاته وأنه إنما يرد السلام بالإشارة لإ قرار النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك ورده بالإشارة فقط.
ثانيا: يشرع للمسلم أن يبدأ بالسلاممن كان في حالة ذكر أو دعاء، لما ثبت عنأبي واقد الليثي رضي الله عنه أنه قال: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثةنفرفأقبل اثنان إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وذهب واحد، فلما وقفا على رسول الله -صلى اللهعليه وسلم- سلما، فأما أحدهما فوجد فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الآخر فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسولالله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ألاأخبركم عن النفر الثلاثة، أما أحدهم فأوى إلى اللهفآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه) [أخرجه مالك في الموطأ 2/960،وأحمد5/219، والبخاري 1/24، 122، ومسلم 4/1713 برقم (2176)،والترمذي 5/73 برقم (2724)، وأبويعلى 3/33 برقم(1445).] ولما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضيالله عنه أن أعرابيا دخل المسجد فصلى فلم يتم ركوعه ولا سجوده ثم جاء فسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم- فرد عليه النبي -صلىالله عليه وسلم- ثم قال (ارجع فصل فإنك لم تصل...) الحديث.
8 - كف الثــــوب
س: قد ورد في السنة الصحيحة النهيعن كف الثوب فما المقصود بذلك؟
ج: جاء في الصحيحين عن ابن عباس عنالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم وأن لا أكف ثوبا ولا شعرا)[أخرجه أحمد 1/221، 279، 286، 292، 324، والبخاري 1/196 كتاب الأذان باب لايكف ثوبا، ومسلم 1/354 في الصلاة، باب أعضاء السجود والنهي عن كف الشعروالثوب وعقص الرأس في الصـــــلاة، وأبوداود 1/235 في الصلاة باب أعضاء السجود، والنسائي2/209في التطبيق، باب السجود على الأنف، والترمذي2/62 في الصلاة باب ماجاء في السجود على سبعة أعضاء، وابن ماجه 1/286 كتابإقامة الصلاة باب السجود.] والمقصودبالكف الجمع والضم حتى لا يقعا في مصلاه.
س: هل يعد تشمير الأكمام من الكفتالمنهي عنه في الصلاة وإذا كان من الكف فهل يختلف حكمه لو أنيدخلت في الصلاة -صلى الله عليه وسلم- كنت على هيئةالتشمير هذه قبل أن أدخل فيها أي أني لم أفعل هذا التشمير في أثناء الصلاة أم أنهما سواء؟
ج: لا يجوز تشمير الأكمام بكفها أوثنيها لئلا تقع على الأرض عند السجود فيأثناء الصلاة ولا قبل الصلاة لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم وأن لاأكف شعراولاثوبا) رواه البخاري ومسلم.
- 9التفكير فيالصلاة
س: عندما أصلي مع الجماعة في المسجدتطرأ علي هواجيس وأفكار وعندما يسلم الإمام لا أدري ماذا فعلت فيالصلاة فما هي الطريقة للتخلص من هذه الهواجيسوالأفكار؟
ج: صلاتك صحيحة لكن ثوابها ناقصبقدر ما أصبت فيها من الهواجس، وعليك أن تدفععن نفسك الهواجس بقدر الاستطاعة حتى يتحقق لك الخشوع في الصلاة، وذلك بشغل نفسك بتدبر ما تقرأ من القرآن أو تسمع من الإمام،وباستحضار عظمة الله وجلاله ومراقبته قدرالإمكان، فإنه يراك وإن كنت لا تراه وأكثر من التعوذبالله من الشيطان الرجيم.
س: ما حكم السهو في الصلاة من حيثالشرود الذهني بغير إرادة الإنسان؟
ج: ينبغي للمصلي إذا حضر وقت الصلاةأن يتخلى عن كل شيء من أعمال الدنيا وشواغلها حتى يتجه ذهنه وتفكيرهإلى عبادة ربه قدر الطاقة، فإذا تطهر ووقف فيالصلاة وقف خاشعا تاليا لكتاب ربه أو مستمعا له متدبرا لمعانيه ولما يقوله من أذكار في صلاته ولا يستسلم للشيطان ووساوسه بلعندما يعرض له يقبل على صلاته ويتعوذ بالله منالشيطان الرجيم، لما روي عن أبي العلاء بن الشخيرأن عثمان قال: يارسول الله حال الشيطان بيني وبين صلاتي وبين قراءتي، قال:(ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أنت حسستهفتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا) قالففعلت ذاك فأذهبه الله عز وجل عني [أخرجه أحمد4/216، ومسلم 4/1728 -1729، وعبد الرزاق 2/85، 499 برقم (2582، 4220) وابن أبي شيبة 7/419، 10/353، وابنالسني في عمل اليوم والليلة ص 272 برقم(577)].
س : يقرأ الإمام بعض الأحيان سوراطويلة ويحدث أن يشرد ذكري من دون إرادتي فماذا ينبغي علي أن أفعله وهل
يجوز لي ترديد آيات قرآنية أو أدعيةدينية أم ينبغي لي الاستماع إلى قراءة الإمام؟
ج: ادفع ما يعترضك في صلاتك منخواطر الدنيا ومشاغلها قدر الطاقة واستمع لقراءة الإمام الجهريةوتدبر معاني ما يقرأ لتنتفع به ويدفع عنك الهواجسويرد عنك وساوس الشيطان واقرأ الفاتحة في السرية والجهرية وسورة أو آيات من القرآن في السرية مع تدبر واعتبار عسى أن يكف اللهبذلك عنك مايعتريك من شرود الفكر، ويشرع لك التعوذ بالله من الشيطانالرجيم عند كثرة الوسوسة.
-10الحركة في رفع يده لصد التثاؤب
ج: استعذ بالله من الشيطان الرجيمبعد تكبيرة الإحرام والاستفتاح وقبل قراءة الفاتحة في الصلاة وتدبرما تقرأ من القرآن في صلاتك واستحضر عظمة اللهوجلاله في صلاتك وفي ركوعك وسجودك، وادع الله في سجودك مع الضراعة إليه والخشوع إليه أن يصرف عنك وساوس الشيطان، وأن يدفع عنككيده، ويقيك فتنته، فإنك إن فعلت ذلك أعانكالله عليه ودفع عنك ما تشتكي من الكسل، ووهبكنشاطا في عبادتك وإقبالا على صلاتك وخشوعا فيها بحوله وقوته.. ووضع يدك على فيك عند التثاؤب سنة مع الكظم ما استطعت كماأمر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، حفظك الله ورعاك في عبادتك وفي كلماتأتي من الخير وتقبل منا ومنك.
يتظمن هذهاالموضوع اسئلة واجوبة قصد الشرح اكثر
ارجو منكم الاعجاب
و السلام عليكمورحة الله