نغمُ الرؤى
الليلُ يعــــــــصرهُ ضياءُ دفاتري
و أسيلُ من حلمي أضمّخ شاعري
فأفيضُ صُبحاً فوق خدّ حروفه
ثملَ المعاني حينَ يصهلُ خاطري
لأطرّزَ الشوق الطويل بلفـــــــظه
و أصوغَ في لهب الكلام أساوري
و أخيط َ من كلماته حُللَ الهوى
بيضاءَ مثل فــــــــؤاده المُتــناثر
هو يقطفُ الدمعَ الشهيَّ و يشتهي
أن تنقرَ الورقَ السخيَّ أظافري
و يبيتُ داخلَ مـُقـْلـتيَّ حمامة ً
ترمي الجراحَ مع الهديل الآسر
كمْ فاتن النظرات يجـْلدُ بؤبؤ ٌ
منه الأنوثةَ تحت دوح خواطري
يحتلّ ُ بالحدقات صمتا ً شاسعاً
بين الشفــاه أمــــام قـــول ناظر
صوتي يُفتّشُ في ظلال مواجعي
عنه ليُــــحرقهُ كعجل السامري
ألقــــيت ُ أمنيتي لـــه فإذا بها
أفعى تلقّـَفُ من روائع ساحري
و كأنني نغمُ الرؤى منّي ارتوى
همسُ القرنفل في رياض مشاعري
يمتصّني لغة ً.. يُعلّقُني على
عنُق القصيدة تلكَ عقدَ جواهر
و يُذيبني لحناً يُعطّرُ حبرَهُ
فمتى يشمّ ُ رحيقَ يوح ثائر؟؟
أنا طفلة ُ الذوَبان منْ ثلج الأسى
أمسيتُ تذرفُني عيونُ سكاكر
أجري جداولَ في تراب قصيده
و تهزّ ُ عشبَ الوشوشات أواخري
ماءٌ من الصلوات أوقظ ُ نبضهُ
بخياله الفوّاح عنـــــــــــدَ أزاهري
ليُطلّ َ عشقي من خمائل مغربي
و ترى اخضرارَ الذكريات جزائري
فأنا ابنـَة ُ البئر العميق ظلامُها
بلَّـلْـتُ بالوهَج المشاكس طائري
و صحبتهُ عشّاً و غصناً ضاحكاً
و مدى وفيّاً لاشتهـــائي الماطر
لا زالَ يخدشُ بالأغاريد الصّبا
حتّى نزفتُ دماءَ حزن غادر.
- مما راق لي فنقلته -