الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:-
هاهو شهر رمضان شهر العبادة والغفران، يهل علينا فهل فكر كل واحد منا كيف يخرج من هذا الشهر بأعظم الأجور، هل فكرت فيما تزيده من الطاعات، هل فكرت فيما تستطيع تدريب نفسك على ترك عادة سيئة في رمضان لا تستطيعه في غيره، هل هل ...؟؟؟؟.
الذلك كانت هذه الفكرة (وإن كانت متأخرة) ولكن قلت ما لا يدرك كله لا يترك جلة والفكرة، هي محاسبة النفس قبل أن تحاسب بطريقة علمية، وعملية والذي اعتقد بأنها فعاله لمن طبقها، فإن كان هناك صواب فمن الله وإن كان هناك خطأ فمن نفسي والشيطان فإلى الفكرة.
الفكرة:
إعداد خطة مدروسة في كيفية قضاء شهر رمضان من أيامه الأول، كما هو موضح . والوقت المقترح لإعداد الخطة ساعة كاملة من التأمل والتفكير.
قال الله تعالى: في الحديث القدسي (من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي درعا تقربت إليه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة).
العشر الأول من رمضان ..مرحلة التسخين
الطاعات
تحدد العبادة الجديدة، التي لم تكن تفعلها في غير شهر رمضان، وتبدأ بالتدرب عليها، وتعاقب نفسك عندما تتركها، وتكافئها عندما تفعلها.
مثلا: كلما أديت هذه العبادة كافأت نفسك بشئ محبوب لديك بشرط أن تكون مباحا. وكلما نسيتها أو تهاونت أخرجت صدقة بالقدر الفلاني من المال وهكذا.
المعاصي
تحصي كل يوم قبل النوم ماذا عملت من معصية هذا اليوم تخل بروحانية هذا الشهر ،وتستغفر وتعزم على عدم العودة ، وتعاقب النفس بالمنع من شئ محبوب لديك ذلك اليوم وتحدث نفسك إذا فعلت هذا غدا فلن تنال هذا الشئ وتسمية، أو تتصدق كل أدرى بنفسه.
العشر الأوسط من رمضان ..مرحلة التشمير عن الساعد
الطاعات
تزيد من الطاعات، وتحفز النفس في عملها وتستشعر الثواب وقله هذه الأيام وتذكر النفس بقصر العمر.
المعاصي
في هذه المرحلة تكون قد تخلصت من كثير من العادات السيئة، وإن بقي شي أو آثارها تعقد النية على القضاء عليها، وتجاهد نفسك اشد المجاهدة للاستعداد لأيام الطاعات العشر الأواخر.
العشر الأخيرة ..مرحلة شد المئزر
الطاعات
هنا تكون في قمة، النشوة وكأنك تبحث عن كنز ثمين لا تريد أن تضيع منك استشعر الثواب والأجر الذي تناله بهذا الفعل،وتخيل أن هذا آخر رمضان لك .
المعاصي
تكون هنا قد تخلصت من كثير من المعاصي المقلقة، وصفيت جزاء كبيرا منها وتم القضاء عليها، فإن لم ينتهي اشغل نفسك بالطاعة وجاهد نفسك اشد الجهاد لعدم اقتراف أي معصية وحاول ولا تيأس.
العيد
هبة ومنحة من الله لعبادة الذين عبدوه حق العبادة، ولا يستحقها إلا من قام وصام فكن ممن يستحقها.
كيف تستفيد من هذه الفكرة العملية:
فكر بما تريد لا مالا تريد: قل أريد أن افعل العبادة الفلانية ولا تقل لا أريد أن أكون كسولا عن العبادة الفلانية.
ابدأ وعينك في النهاية: بعد أن تكتب خططك ماذا تفعل في هذا الشهر من الطاعات لتنال أعلى الدرجات تخيل يوم العيد وأنت قد أديت أفضل ما لديك من الطاعات وتجنبت ما يغضب الله، أن الله يهديك هذا اليوم السعيد لإتمامك هذا الموسم بنجاح وقبول، وتخيل انك تموت بعد هذا الشهر ما الذي تناله بما خططت له؟
نقطة الانطلاقة: ونقصد به أن هذا الشهر هو نقطة الانطلاقة، لمن كان غافلاً، ونقطة الصعود في العبادات لمن كان مداوما على العبادة، وعقد العزم على الاستمرار بعد رمضان على هذا المناول من محاسبة النفس ومتابعتها.
تدرج بما يناسبك وابدأ العمل: قليل دائم خير من كثير منقطع، كل يعرف نفسه ومقداره وبناءً عليه خطط، بما تراه انه المناسب لك من الطاعات وتستطيعها، لكن المعاصي لابد لك من المجاهدة أقصى المجاهدة على تركها، فمن لا يستطيع مجاهدة نفسه لا يستطيع مجاهدة الأعداء فتنبه.
اصدق مع الله وادع الله التوفيق، دائما في السحر وأوقات الإجابة (وقال ربكم ادعوني استجب لكم ).
كن متفائلا بأنك تستطيع إنجاز هذه الواجبات والسنن،كن صبورا، كن مثابرا، كن صادقا مع نفسك ومع الله، واستعن على قضاء حوائجك بالكتمان،لا تيأس إن أخفت يوما استمر وعوضها ، فهي ثلاثين يوما أو تسع وعشرون ، تربي نفسك على الطاعة وتنطلق لحياة أفضل في الدنيا والآخرة.
نسأل الله أن يكون رمضان هذه السنة أفضل رمضان مر عليك في حياتك، وأن تكون ممن يقوم بصيامه وقيامه على أفضل وجه