الدمام: طالب المعتقلون السعوديون بسجن سوسة بإقليم كردستان بالعراق، ولاة الأمر في المملكة، بالتدخل لإنهاء معاناتهم بتلك السجون العراقية، والعمل على عودتهم إلى أرض الوطن، مؤكدين أنهم كانوا ضحية صراع سياسي وعرقي، ودفعوا الثمن غالياً عبر سجنهم سنين طوالاً بالسجون العراقية المؤلمة والمرعبة، مشيرين إلى أن ما دفعهم للذهاب إلى العراق هو الحمية الإسلامية والغيرة والنخوة العربية، لكن سرعان ما تغيرت الأوضاع وانكشفت الحقائق.
وقال المعتقلون في رسالتهم الخطية التي تلقتها "سبق": "نحن على اختلاف قضايانا وتفاوت التهم الموجهة لنا، لدينا الرغبة الشديدة بالعودة إلى بلدنا الغالي، لعلمنا التام بأننا لن نُظلم تحت مظلة عدلكم، وإن كنا قد تجاوزنا الحدود فلا حدود لعفوكم وحلكم الكبير، سائلين الله العلي القدير أن يحفظكم ويرعاكم".
وكانت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان قد تفاعلت مع وضع اثنين من السجناء السعوديين الموقوفين بالعراق، حيث تم تأخير تنفيذ حكم الإعدام فيهما المقرر الخميس الماضي؛ بسبب نقص بعض الأوراق والإجراءات الرسمية بوزارة العدل العراقية، وهي القضية التي تبنتها "سبق" ونشرت عنها في تقريراً سابقاً.
وناشدت الجمعية السلطات العراقية بوقف إجراءات تنفيذ عقوبة الإعدام بحق عدد من الموقوفين السعوديين في السجون العراقية.
يُذكر أن مدير سجن سوسة الفيدرالي، العقيد مؤمن أبوبكر، في إقليم كردستان العراقي، كشف في اتصال هاتفي مع "سبق" مؤخراً عن وجود 39 سجيناً سعودياً يقضون عقوبات تتراوح ما بين خمسة أعوام و20 عاماً.
وقال العقيد أبوبكر إن سجن سوسة هو أول سجن فيدرالي عراقي تابع لوزارة العدل العراقية، لكنه يقع في إقليم كردستان، ويُعدّ من أفضل السجون العراقية، حسب شهادات وزارة العدل ومنظمة الصليب الأحمر التي تزور السجن باستمرار وتراقب أوضاع السجناء لفترات تصل إلى 30 يوماً في كل زيارة.
وأضاف أن عدد السجناء بالسجن 151 سجيناً، وبين النزلاء 39 سعودياً بعد أن تم تسفير عدد منهم إلى بغداد بعد قضاء المدة التي قضت بها المحاكم العراقية تمهيداً لإعادتهم إلى بلدهم.
ونفى مدير سجن سوسة الفيدرالي أن يكون بين النزلاء السعوديين محكومون بالإعدام، حيث إن أعلى مدة للمحكومين في السجن هي 20 عاماً.
وأشار أبوبكر إلى أن أبرز قضايا المسجونين هي تجاوز الحدود، موضحاً أن جميع السجناء السعوديين والعرب بخير، ويتمتعون بصحة جيدة، وقال: "نتعامل مع الجميع حسب المعايير والقوانين الدولية، السجناء العرب إخوة لنا، ونقدِّم لهم كل ما يطلبونه ونستطيع توفيره"، مشيراً إلى أنه يُسمح للسجناء بالاتصال بذويهم بالسعودية كل شهر، كما يسمح السجن بزيارتهم من قِبل ذويهم.