" شباب مكة في خدمتك " شعار يرفعه متطوعو مكة لإبراز الصورة المشرقة لأطهر بقاع الأرض لقد أثبت شباب مكة قدرتهم على العمل المنظم وبذل الجهد في خدمة ضيوف الرحمن ، ففي الوقت الذي يهمش فيه البعض دور الشباب ، ضرب هذا الشباب أروع مثال في العطاء والتطوع ، وأضحى موسم الحج لهؤلاء ثمرة طيبة أينعت في البلد الحرام ، جسدوا من خلالها ملحمة شباب تنبض بحب الوطن وشرف الانتماء إليه .
"سبق" التقت مع بعض المتطوعين والمتطوعات الذين عبروا عن سعادتهم بالخدمات الجليلة الذين يقدمونها لخدمة ضيوف الرحمن ، مؤكدين رغبتهم في حمل هذا الشرف المقدس طيلة حياتهم ، سائلين الله عز وجل أن يتقبل أعمالهم الخالصة لوجه تعالى .
إعداد شباب مكة
رمزي بن رابح اللقماني أحد المتعاونين في خدمة الطائفين قال لـ "سبق" إن العمل في داخل أروقة المسجد الحرام، متعة لا يضاهيها متعة أخرى، وخاصة العمل في الطوافة يضيف معنى آخر للمتعة، وهو: التعامل مع كبار السن والعجزة، فالحمد لله أن وفقنا نحن أهل مكة للقيام بشرف الخدمة لضيوف الرحمن.
وأوضح الشاب سعد الهلالي أحد عرفاء المجموعة بخدمة الطائفين ، أن البرنامج يُعنى بتهيئة وإعداد شباب مكة تربوياً ومهنياً، ويساهم في نشر ثقافة العمل التطوعي، وغرس قيمة السخاء والضيافة،منوها إلى تدريب الشباب قبل البدء في العمل حول كيفية التعامل مع وفد الرحمن وطريقة الخدمة التي نقدمها لهم، مما يجعل المشروع رائداً في تنمية الإنسان المكي.
مواقف مؤثرة
وأعربت الدكتورة سهام طلال طبيبة الامتياز وإحدى المشاركات في برنامج شباب مكة عن شعورها قائلة :, إنه والله لشرف لي أنا ابنة مكة أن أسخر من وقتي وجهدي في خدمة ضيوف هذه الأرض المقدسة الذين اجتمعوا على كلمة لا اله إلا الله توحيدا وتعظيما وإحياء للمشاعر المقدسة ، مشيدة بشباب وشابات مكة الذين يحملون هذا الشرف العظيم ، موضحة أنه رغم بعض الصعوبات التي تصادفهم نتيجة اختلاف اللغات واللهجات ، بيد أن إخلاص النية يُذلل هذه الصعوبات .
وسردت الدكتورة ليلى الناشري طبيبة الامتياز وإحدى المشاركات بنفس البرنامج لـ"سبق" مواقف مؤثرة حدثت لها لا تفارق مخيلتها قط ، عندما قبّلت حاجة تونسية يديها أثناء إعطائها عبوة ماء زمزم ، كذلك الدعوات الصادقة لها من قلوب الحاجات ، سائله الله أن يتقبل دعائهم ويعينها على خدمة ضيوف الرحمن دائما .
خدمة ضيوف الرحمن
وأستعرض مدير برنامج " شباب مكة في خدمتك " الأستاذ خالد الوافي بعض أنشطة شباب مكة في الحج قائلا : من أهم الأنشطة خدمة الطائفين عن طريق تهيئة عدد من الشباب لتطويف كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وتسعيتهم مجانا بعربات الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام على مدار الساعة ، مبينا مشاركة 600 شاب من شباب مكة في تقديم هذه الخدمة ، وأضاف كذلك " التوعية بحق الطريق " بتوفير عدد من الشباب لمساندة الشرطة في منع الافتراش في الطرقات المزدحمة ومنع الظواهر السلبية لئلا تعرقل حركة المارة ، وذلك بالتعاون مع الأمن الوقائي بشرطة العاصمة المقدسة .
وأضاف الوافي كذلك رعاية الحجاج المنومين بالمستشفيات بتوفير طاقم شبابي للقيام بمرافقة ومؤانسة الحجاج المرضى المنومين ، وتوفير الدعم المعنوي والنفسي عن طريق التواصل معهم وتوفير ما يحتاجون إليه حال تنويمهم بالمستشفيات ، مشيرا إلى خدمة إرشاد التائهين بمساعدة الزوار والحجاج التائهين في المنطقة المركزية وإيصالهم إلى مقار سكنهم .
من جانبه أشاد المسئول الإعلامي لبرنامج شباب مكة صلاح عبد الشكور بجهود شباب مكة المميزة من خلال الأنشطة التي يقومون بها في الحج ، مبينا أن الشباب يعملون بكل نشاط وارتياح نفسي ، معللا ذلك بشعورهم أنهم يقدمون خدمة جليلة لضيوف الرحمن ، بالوقوف معهم ومساعدتهم في أداء مناسكهم وما يحتاجون إليه ، وأوضح أن أجواء العمل في خدمة ضيوف الرحمن أمر لا يستطيع أحد وصفه أو نقله بالصورة الحقيقة إلا من عايش العمل وجرّب هذه المتعة .
مرشدات مكة
وأفادت مسئولة مرشدات مكة هدى محمد علي مهدي بدور المرشدات في الحج وهو الاحتفاظ بالأطفال التائهين في المخيم التي أعدته وزارة الحج لمرشدات المملكة حتى يتعرف عليه أهله ويتم استلامه بشكل رسمي عن طريق الأوراق الثبوتية الرسمية ، لافتة أن الأطفال يصلون للمخيم في حالة نفسية سيئة ، تبدو عليهم ملامح الإرهاق وإهمال الملبس ، مبينة الرعاية الصحية والنفسية التي يلقاها الطفل داخل المخيم ، فيهدئون من روع الطفل ، ويوفرون له الملابس النظيفة والطعام الصحي حتى يستلموه أهله .
وقالت مهدي لـ"سبق" أنا مسئولة شخصيا عن مرشدات مكة الذي ينفذ لأول مرة في مكة ، فأذهب لمؤسسات الطوافة وأساعد الحجاج على التعرف على مكة وضواحيها ، كما تتولى مترجمات اللغة الأردية والتركية التعامل مع الحاجات الغير عربيات ، وتطرقت لدورهن في توجيه الحاجّات للأماكن التي يذهبن إليها في حالة ضياعهن أو فقدانهن في الحج ، مع التأكيد على معرفة أرقام بوابات الحرم ، بالإضافة إلى تزويد الحاجات بأرقام تليفونات المساعدة في الحرم عند تعرضهن للضياع في الحج .
وحول سمات المرشدة في الحج أبانت قائلة : يجب أن تكون المرشدة على وعي بما يحدث حولها ، وكيفية التعامل مع الحاجات المفقودات في الحج ، واحتوائهن نفسيا وتقديم العون لهن ، وأضافت كذلك تقديم الإسعافات الأولية للمرضى ، كما يجب أن تعلم كيفية التصرف الأمثل عند حدوث حريق ، موضحة أن عمل المرشدات تطوعي وهن مجندات له من شهر ذي القعدة حتى تنتهي شعائر الحج .
شباب الكشافة
واستعرض القائد الكشفي علي عايض القحطاني دور الكشافة في الحج في مساعدة الجهات المعنية مثل : وزارة الحج وأمانة العاصمة المقدسة ووزارة الصحة ، مشيرا إلى عمل الكشافة في إرشاد الحجاج التائهين وتسليمهم لذويهم وتوقيع الأهل على استلامهم ، وكذلك إبلاغ أمانة العاصمة المقدسة عن الحجاج المخالفين دون حدوث مصادمات بينهم ، وأيضا الإبلاغ عن بيع المواد المخالفة خاصة بمنطقة الجمرات ، موضحا أن جميع المتطوعين شباب في المرحلة الثانوية والجامعية .
وأبان القحطاني أهم الدورات التدريبية التي يتلقاها الشباب قبل وصولهم مكة مثل : كيفية التعامل مع الآخرين ، كيفية التصرف عند حدوث حريق ، ومعرفة الإسعافات الأولية ، مشيدا بإقبال الطلاب السعوديين على العمل الكشفي ، موضحا أن كشافة جدة أربع مجموعات تضم المجموعة ستة عشر طالبا تنتهي أعمالهم في الحج في الرابع عشر من ذي الحجة .