b]ঔღঔ ..لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ..ঔღঔ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
{ أَنَّ
تَلْبِيَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ،
إنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ ، وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ } .
قَالَ : وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَزِيدُ فِيهَا
" لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ ، وَسَعْدَيْكَ ، وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ ، وَالرَّغْبَاءُ إلَيْكَ وَالْعَمَلُ " .
هذا الحديث في تلبية النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد دلت السنة على أن المشروع للمحرم أن يلبي حال إحرامه من حين
دخوله فيه إلى أن يستلم الركن أو يشرع في الطواف في العمرة لما روي في الترمذي وهو مذهب الجمهور ويقطع التلبية
في الحج إذا شرع في رمي جمرة العقبة.
وقد اختلف الفقهاء في حكم التلبية فذهب أبو حنيفة إلى ركنيتها فلا يصح الإحرام إلا بها وذهب مالك إلى وجوبها يأثم
ويذبح بتركها وذهب الشافعي وأحمد إلى سنيتها وهو الصحيح
لأنه ذكر مستحب كسائر أذكار الحج ولم يرد في النصوص ما يدل على وجوبها. فإذا أحرم المحرم بقلبه ولم يتلفظ بالتلبية
صح نسكه وليس عليه شيء.
والتلبية شعار المحرم وزينة النسك ومعنى التلبية الإجابة والإقامة فيكون مراد بقوله
(لبيك اللهم لبيك)
إجابة بعد إجابة وإقامة على طاعتك ولزوما لنسكك.
وقوله (إن الحمد والنعمة لك).يعني:
إن الثناء والمدح كله خالصا وتاما لك لا يستحقه أحد سواك والنعم لك أنت خالقها ومصرفها والمنعم بها.
وقوله: (لك الملك). يعني
أن الكون وما فيه كله ملك لك تحت قهرك وتدبيرك تعطي وتمنع تعز ونذل سبحانك لا ينازعك أحد في ملكك.
وقوله: (لا شريك لك). ختم
التلبية بالتوحيد فنفى الشريك والند والنظير في أسمائه وأفعاله وعبادته فلما ذكر ما يدل على الربوبية ذكر الألوهية لأنه
المقصود الأعظم.
وفي هذا الذكر يتجلى تذلل العبد وافتقاره وإجلاله وانقياده وتألهه لمولاه. والتلبية من خصائص الإحرام لا يشرع للحلال
أن يلبي.
والسنة الجهر ورفع الصوت بالتلبية كما ورد في البخاري إلا المرأة فتسر بها بحضرة الرجال ولا يشرع لها الجهر
إجماعا.
ويسن الإكثار من التلبية عند الصعود والنزول وتغير الأحوال. وفي زيادة عبد الله بن عمر وغيره من الصحابة على تلبية
الرسول صلى الله عليه وسلم دليل على التوسعة في هذا الذكر فلا يكره ذلك لأن المقام مقام ذكر وثناء وإخلاص إلا أن
السنة المواظبة على تلبية الرسول صلى الله عليه وسلم.
وإن خلط المحرم المحرم بين التلبية والتكبير والذكر وتلاوة القرآن فحسن لعمل الصحابة وإقرار النبي لهم. والمهم أن لا يظل
المحرم صامتا أو غافلا حال إحرامه والصمت حال الصوم والإحرام ليس عبادة مشروعة كما يظن بعض الجهال وإنما
يكون محمودا عند ترتب المصلحة الراجحة.