المشاعر المقدسة: أكد الشيخ صالح فنتيم الداعية في قرية بابنكي الكاميرونية -التي ينتمي لها التوأم السيامي الكاميروني الذي وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل أعوام بفصلهما في الرياض- أن فصل التوأم لم يكن فقط فصل جسدين لطفلين بل فصل من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى، ومن نذير شؤم إلى بشائر خير وبركة حلت على القرية وأهلها. وكان توجيه خادم الحرمين الشريفين بفصل التوأم السيامي في الرياض، أثر في إسلام والد التوأم، وأسرته، وكامل القرية بما فيهم سلطانها.
واستقبل وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة اليوم، وفد القرية التي وجه خادم الحرمين باستضافتهم على نفقته الخاصة لأداء مناسك الحج، واعتبر الربيعة ما قام به خادم الحرمين، لمسة إنسانية كبيرة جداً منه، وقد استقاها من الشريعة السمحة، والتي كان لها الأثر الكبير في إسلام والد التوأم وأسرته وكامل القرية، بل وامتد أثرها إلى أن أسلم العام الماضي سلطان القرية السلطان عمر، وصار عوناً لهم في القرية لما له من مكانة سياسية في الكاميرون.
وبين الربيعة أن الملك عبدالله كان قد وجه بإنشاء مركز إسلامي متكامل يتكون من مسجد جامع من طابقين في القرية المعنية ويتسع لأكثر من 4000 مصلٍّ، ومدرستين للبنين والبنات، ومركز صحي، وقد اكتمل بناء وتجهيز هذا المشروع.
إلى ذلك، أكد الشيخ صالح فنتيم الداعية في القرية أن الكثير من أبناء القرى المجاورة شغوفون ويتمنون اعتناق الدين الإسلامي والانضمام إلى أهل هذه القرية، بل ويتمنون أن يصبحوا من رعايا سلطان بابنكي، لسماحة هذا الدين، خاصة في اجتماعاتنا في صلاة الجمعة، ورمضان، وعيد الأضحى، حيث أصبح يحتذى بأسلوبنا وتعاملنا.
وقال إن سكان القرية لا يملكون سوى الدعاء لخادم الحرمين الشريفين على تفضله بالدعم اللا محدود للكاميرون، والمتمثل في بناء المركز الإسلامي، وأن يطيل الله عمره ويمده بالصحة والعافية ويجعله الله ذخراً للإسلام والمسلمين في أقطاب المعمورة.
وكان الدكتور الربيعة قام في العام 2007م بفصل التوأم السيامي الكاميروني، بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين. وكانت القرية الصغيرة ذات العيادة المتواضعة، قد نشرت نداء عبر الإنترنت، للمساعدة الطبية في عملية فصل التوأم، حيث استجاب خادم الحرمين الشريفين للنداء، وأمر بنقل التوأم إلى المملكة وإجراء الجراحة على نفقته الخاصة، حيث تم إجراء العملية، والتي استمرت 16 ساعة على يد أطباء سعوديين يترأسهم وزير الصحة، وتم فصل الفتاتين التوأم فينيوم وشيفويو، لتقود هذه العملية والد التوأم إلى التغيير واعتناق الدين الإسلامي، حيث وجد صدق التعامل السمح من أبناء الدين الإسلامي الحنيف، وأطلق على نفسه اسم عبدالله، بينما اختارت الزوجة لنفسها اسم عائشة، ثم أصبح خمسة من أطفالهم تلاميذ في المدرسة الابتدائية بالقرية التي يرعاها خادم الحرمين، ثم أعلن بعد ذلك الكثير من أهالي القرية إسلامهم.