يبدو أن التسول أصبح عصياً على كل محاولات السيطرة عليه؛ لأن رقعته تتسع يوماً بعد آخر، وتنضم إليه أصناف كثيرة، وهيئات متعددة من البشر، ممن يتلهفون للكسب بلا أي عناء، فمع قرب إطلالة عيد الأضحى المبارك تزايد عدد المتسولين والمتسولات بالقرب من المطاعم والمحلات التجارية والأسواق والصرافات الآلية؛ بغية الحصول على هبات العيد، ولكن ما يثير الدهشة هو استعداداتهم لمداهمة أماكن ذبح أضاحي المواطنين، ولكن بحذر، بجانب المسالخ البلدية أو المنازل، حيث يفضل ذلك بعض الأهالي ممن لديهم القدرة على الذبح، سيما أن الأغلب الأعم منهم لا يقبل الصدقة إلا نقوداً فقط.
"سبق" رصدت بعض النساء المتسولات بالقرب من المطاعم الكبرى بمحايل، وبقرب الصرافات الآلية ببارق، وتزايدهن في تجمعات باحثات عن الهبات.
واستطلعت الصحيفة آراء المواطنين حيال هذه الظاهرة التي باتت تشكل خطراً يقلق الأهالي، ويقول المواطن علي حامد: "إن مشهد تزاحم المتسولات بهذه الكثافة أمام المراكز التجارية والسوقية، أمر مألوف، ولكن ما ليس مألوفاً هو اتفاقهن على التجمع بالقرب من أماكن ذبح الأضاحي، واستدرار عطف الناس لأخذ حصتهن، وفي المقابل قد تكون هنالك أسر هي في أمس الحاجة إليها، ولكن يمنعهم حياؤهم من طلبها عفة للنفس وإكراماً لها".
وقال محمد الأسمري: "الرقابة من قبل الجهات الأمنية ومكاتب المتابعة الاجتماعية مفقودة، والتعاطف من قبل المواطنين هو المؤشر الرئيسي لتنامي هذه الظاهرة، خاصة فئات الأطفال، وبخدعهم وحيلهم المتجددة من وثائق مزورة وأياد مبتورة وكراسي متحركة، ولكن في عيد الأضحى يقتربن من أماكن ذبح الأضاحي، حتى إني رأيت في العام الماضي إحدى المتسولات تدعو على أحد أصدقائي، حينما كان يذبح أضحيته، وتقول: اللهم اجعل هذه اللحمة عليك وعلى أهل بيتك سماً وداء في بطونكم إن لم تعطوني منها لأولادي الجائعين. فأعطاها على مضض".
وقالت إحدى المتسولات من الجنسية اليمنية، : إنها أتت ولا تملك قوت يومها هي وأطفالها، وتريد ما يكفيها. وأوضحت أنها وصلت إلى هذه الأماكن بالتهريب هي ومجموعة من عائلتها، مبينة أنهم يقطنون في العراء أو في البيوت المهجورة أو المنازل التي تركها أصحابها قبل الانتهاء من اكتمال بنائها.
وعن طريقة التسول في عيد الأضحى قالت: إنهم يتجهون بعد فراغ الناس من صلاة العيد إلى المسالخ لتسول لحوم الأضاحي، أو إلى منازل الأهالي، ثم يبيعونها على المنادي أو على المقيمين من الجاليات المتعددة بأسعار زهيدة؛ بغية الحصول على الأموال النقدية.
وعندما لاحظت المتسولة اقتراب الكاميرا منها للتصوير، ولّت مسرعة إلى جهة غير معلومة.