ألقى فوز خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، بظلاله على أعمدة الرأي، فيؤكد كاتبٌ أن الملك عبد الله، قامة عالمية، يمنعه تواضعه وإنسانيته أن يجعل المجد الشخصي همّه الأول، رغم استحقاقه ذلك، فيما يتناول كاتبٌ آخر ظاهرة الحج دون تصريح، مطالباً بالحج المجاني للمواطنين غير القادرين.
كاتب سعودي: الملك عبد الله قامة عالمية يمنعه تواضعه من البحث عن مجدٍ شخصي
يرى الكاتب الصحفي يوسف الكويليت في صحيفة " الرياض"، أنه ليس سهلاً أن تختار مجلة شهيرة، خادم الحرمين الشريفين وللمرة الثالثة كأحد أهم الشخصيات العالمية تأثيراً في الشرق الأوسط ليحتل المركز السادس في تصنيف (مجلة فوربس)، مؤكداً أن المجلة بنت حكمها على مجمل الإصلاحات التي مست مجتمعنا، وخاصة المرأة من حيث دخولها كعضوٍ في مجلس الشورى، وأحقيتها في التصويت بالمجالس البلدية، ولم يقتصر الأمر على هذه الجزئية فقط، بل لإدارته الداخلية وعلاقات المملكة في محيطها الخارجي، وفي مقاله "الملك الذي كرّمه العالم"، يقول الكاتب "أن يأتي الملك عبد الله في طليعة شخصيات العالم؛ لا تقتصر الأهمية على شخصه وشعبه، بل الوطن العربي والعالم الإسلامي، لأننا نفاخر بأي إنسان يرقى ببلده إلى المواقع المتقدمة، إذ لسنا براري قاحلة انفجر فيها النفط بغزارة، بل إنسان استطاع أن يقوده موحد هذا الوطن، ويخرج للعالم بثقافته وأسلوب حياته، متطلعاً لأنْ يكون في المجاميع المتقدمة علمياً وثقافياً واقتصادياً"، ثم يرصد الكاتب أسباب اختيار الملك عبد الله ويقول "الصرف الهائل على المشاريع بآلاف الملايين يعتبر سابقة في تاريخ التنمية في المملكة حتى إن هذا الإنفاق يعادل ما ترصده ميزانيات دولة غنية كبرى، ثم يأتي الابتعاث الخارجي واختيار أفضل الجامعات العالمية لما يزيد على عشرات الآلاف، وافتتاح عديد من الجامعات، وفي كل خطوة جديدة نجد الملك عبد الله هو مَن يفاجئ مواطنيه بالقرارات الاستراتيجية الإصلاحية، حتى أصبحت المملكة قطباً مؤثراً في عالم اليوم .. لم نتعدّ على أحد، ولم نقبل أن نكون في مهب الرياح الساخنة، واحترمنا الأنظمة جميعاً حتى التي تتعارض مع سياستنا، لإيماننا أن من يملك الشجاعة الأدبية في مواقفه، ويوازن بين السياسات، والعلاقات الدولية، ويؤكد الموضوعية كنهج وهدف، يستطيع كسب العالم، ونحن في المملكة حُوربنا من القوى الكبرى يسارها ويمينها، الأولى كانت ترى في كل دولة ذات اقتصاد حرّ، إمبريالية معادية لها أيديولوجياً، واليمين صاحب مصالح ظل يريد أن يكون العالم في تبعيته، أي رفض أي حياد مع القوى الأخرى، وقد صمدنا ليس في مواجهة الخصومات مع القوى الكبرى، بل مع من كانت توظفهم داخل المنطقة وخارجها، وكان الثبات على سياسة مستقلة هو الأمر الصعب في تلك الأجواء". ويمضي الكاتب مؤكدا أن "الملك عبد الله أخذ بنهج أسلافه من الملوك، ورأى أن التنمية والتعليم هما سلاحا المستقبل البعيد، لأن تطور الإنسان واطلاعه على مواقع ومصادر التنافس لا يحمله إلا جناحا هذين السلاحين.. من هذا السبب كانت الرؤية لموقع الملك عبد الله، أنه أحدث تغييراً مهماً ، وفهم أن الزمن يتحرّك بتسارعٍ، وأن التخلف سيكون هو الكارثة، ولذلك كان تدفق الأموال على هياكل البناء المتعددة، أحد التحديات التي رضينا أن نخوضها بإمكاناتنا وإرادتنا، حتى إن مجيء شركات الاستثمار بأموالها وخبراتها ليس منحة، بل كان بوجود المشجع على الدخول في مواقعنا باعتبارها خارج المخاطر". وينهي الكاتب بقوله "الملك عبد الله قامة عالمية، يمنعه تواضعه وإنسانيته أن يجعل المجد الشخصي همّه الأول، رغم استحقاقه ذلك، وهذه النظرة المتوافقة مع سلوكه هي من أعطته التكريم والتبجيل".
" العضاضي" يطالب بالحج المجاني للمواطنين غير القادرين
يتناول الكاتب الصحفي د. سعيد بن على العضاضي في صحيفة "الاقتصادية" ظاهرة الحج دون تصريح، مصنفاً هؤلاء إلى فئتين تقومان بهذا، ومشيراً إلى صعوبة السيطرة على المنافذ إلى الأماكن المقدسة، ما يعني استمرار الظاهرة، مطالباً بالسيطرة على أسعار حملات الحج، وتمكين الفئات غير القادرة من الحج مجاناً، وفي مقاله "السبب الرئيس للحج دون تصريح" يقول الكاتب "يمكن تقسيم الحجاج الذين يتسللون إلى المشاعر ويتعمدون الحج دون تصريح إلى فئتين: فئة اعتادت الحج كل عام بسبب سهولة الوصول إلى الأماكن المقدسة.. أما الفئة الأخرى فترى أن تكاليف حملات الحج مبالغ فيها في الوقت الذي يتمكّن فيه بعض المواطنين والمقيمين من أداء النسك مجاناً. وبناءً على ذلك، فإن السيطرة على منافذ المشاعر من تسلل الحجيج أمرٌ في غاية الصعوبة لأسباب عدة قد ذكرتها من قبل وهأنذا أعيدها، وهي:
1. عدم إدراك بعض المواطنين ما تمثله الأعداد الهائلة من صعوبةٍ تواجه الجهات الرسمية عند تفويج الحجيج وإدارة الجموع.
2. عندما يقترب الموسم فإن رجال الأمن لن يُولوا مهمة التصاريح أهمية تُذكر؛ لأنه سيظهر بين أيديهم ما هو أهم وأعظم من فحص تصاريح الحجاج، كما أن هذه الشريحة مأمونة الجانب ولا تمثل مصدر قلقٍ، وبذا سيركزون جهودهم على ما هو أهم، مثل مراقبة شواذ الحجاج الذين يستغلون المكان والزمان لأهدافٍ مبطنة خارجة عن نطاق الحج.
3. عدم قناعة البعض بهذا الأمر، ويرون أنه من حقهم الحج دون تصريح بسبب قرب المكان، وسهولة الوصول إليه، والمبالغة في أسعار الحملات.
وحتى نتغلب على هذه الظاهرة ونضع المواطن والمقيم في صف الجهات المعنية بتنظيم الحج أرى مراعاة البنود التالية:
1. مراقبة أسعار حملات الحج حتى تكون في متناول السواد الأعظم من الناس، فليس من المعقول أن يدفع الحاج خمسة آلاف ريال في المتوسط لمدة ثلاثة أيام لا يُوفر له سوى إقامة في خيمة على شكل معسكر وثلاث وجبات رخيصة القيمة والمنفعة. وها نحن نرى ارتفاع أسعار الحملات سنوياً، ولو استمر هذا التضخم دون ضابطٍ فقد يتحول موسم الحج إلى تجارة رابحة يسيل لها لعاب الراغبين في تعظيم الثروة.
2. بعض حجاج الداخل يتيسر لهم الحج مجاناً ولعدة مرات، والبعض الآخر يتكبّدون أموالاً طائلة في سبيل حجة واحدة. هناك فئة من المواطنين السعوديين ومن المقيمين يصعب عليهم تحمُّل تكاليف الحج عند الرغبة في أداء النسك بطريقةٍ نظاميةٍ، وهذه الشريحة عادة تمثل الأسر السعودية والأشقاء من الوافدين أصحاب الدخول المتدنية إلى المتوسطة.. وهنا يظهر السؤال التالي: ما الذي يمنع من تمكين هذه الفئة من الحج مجاناً أسوة بغيرهم؟
3. تفعيل دور "معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة" لدراسة مثل هذه الأمور.. لتقديم توصيات تدعم القرارات قبل اتخاذها، فزمن القرارات العشوائية لم يعد له وجود، واتخاذ قرار دون دراسة ميدانية متأنية تكون نهايته عادة الفشل.
وينهي الكاتب بقوله "كما نأمل الابتعاد عن إحراج العلماء ورجال الدين وعدم الزج بهم في قضية تنظيمية وإدارية ليس لهم علاقة مباشرة بذلك، فظاهرة كهذه يمكن علاجها عن طريق تغيير سلوكيات وقناعات الناس، وليس لأحكام الحج فيها باب واضح، ولا أظن أحداً يجرؤ على الفتوى بأن الحصول على تصريح يعد ركناً من أركان الحج أو واجباً من واجباته، كما أن هذا الخلط قد يسبّب خلافاً بين العلماء؛ لأن بعضهم يرى أن الحج سنوياً فضلٌ يجب اغتنامه".