أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، أن صدور الأمر الملكي الكريم باختيار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وليّاً للعهد، وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية، اختيارٌ مباركٌ موفق من قيادة رشيدة مسَدَّدة، يجسد عمق الرؤية وبُعد النظر وقراءة المستقبل الزاهر.
ورفع لسموّه أصدق التهاني وأجمل التبريكات على الثقة الملكية الكريمة التي حظي بها سموه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وإجماع أصحاب السموّ الملكي الأمراء أعضاء هيئة البيعة على تأييد اختيار سموه ليكون وليّاً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية.
وقال إن ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز شخصية متفرِّدة دوليّا، متميزة عالمياً، في شتى النواحي وجميع المجالات، فقد خصَّه الباري بصفاتٍ عديدة من أهمها الحكمة والحنكة والحزم، والشجاعة والحِلم، فبالحكمة واجه المواقف السياسية المتأزمة، والأحداث الطارئة الشائكة، وبالحِنْكة والإباء، بَسط الأمن المديد في ربوع البلاد، وجعل منها واحة آمنة مطمئنة، ودوحة تراحمٍ وسلام، وتآزرٍ ووئام، ترنو إليها أبصار كل محبٍّ وخصوصاً ما يتعلق بأمن المعتمرين والحجيج وخدمتهم، واستقرارهم وراحتهم. كما يدعو إلى نشر الأمن وبسط ردائه، وغرس رايته ولوائه في العالم أجمع فالأمن الركيزة الأساسية للاستقرار والتطوير والتنمية، وشعور الفرد بالأمن والأمان يعني البذل والعطاء, منوّها بما تنعم به المملكة من أمن وأمان واستقرار، حتى أصبحت مضرب الأمثال في هذا المِضْمَار المهم الحَسَّاس.
وقال: أما حنكة الأمير نايف بن عبد العزيز الأمنية التي ناهزت على النصف قرن من الإنجازات التاريخية العظيمة لهذه الديار خصوصاً، وللعالم عموماً، فأمْرٌ بديع فوق الوصف وأعظم برهان ساطع، ودليل قاطع، قضاؤه على الإرهاب، وبضرباته الاستباقية التي أوقعت برؤوس الفكر الضال، وأبطلت المخططات الإرهابية، ووأدتها في مهدها حتى أصبحت تجربة المملكة العربية السعودية في التصدي للإرهاب أنموذجاً تنهل من معينه كبريات دول العالم المتقدم، فسموه رائد الأمن وأمينه دون منازع وبالحِلم وطّأ ولي العهد أكنافه للمناصحين والتائبين من أصحاب الفكر الضّال، والمنهج المنحرف، وتلك الرحمة وذلك الإشفاق، والصَّفح والإرفاق، من بهم تحلَّى، نَبُل وساد وتَعلَّى.
وبين أن المتأمل في السيرة الذاتية لسمو وليّ العهد وجهوده النافعة في المحافل الدولية، والعالمية، ليتجلَّى له بكل تؤدةٍ ويسر أنّ الأمير نايف شخصية عالمية من الطراز الأرْفع، وقامة شامخة في الخِبرَة السياسية، والكفاءة الإدارية، والمهارة الاقتصادية، والغَيرة الدينية، والرَّحمة الإنسانية. ومن أياديه الشاهدة: الشمس الساطعة على هذه البسيطة، التي أزجاها للعالم الإسلامي جائزة نايف بن عبد العزيز لخدمة السنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، ومسابقة الأمير نايف لحفظ السنة النبوية، واهتمامه بهما اهتماماً خاصاً، فكانت نتائجهما غايةً في النّفْع والنّضْج والإثمار، إضافة إلى نشر الموسوعات الحديثية الأصيلة على نفقته الخاصة، وغير ذلك من مشاريع البر والخير والعطاء، كُلّها منبثقة عن رأيه الحصيف، وغيرته على الدين وشعائره ومن جهوده ومناقبه التي سطرها التاريخ بمداد النور، تمسكه الشديد بثوابت هذه البلاد، التي ساوم عليها كثيرون، فيأتي تأكيده دائماً على تحكيم الشريعة، وربط الأمن بالإيمان، والعناية بالعقيدة الإسلامية الصحيحة، ومنهج السلف الصالح، ودعم هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدفاع عنها وعن رجالاتها، والتأكيد على خصوصية المرأة المسلمة في هذه البلاد، والتصدي بحزم لحملات التغريب التي تريد خرق سفينة المجتمع إنَّ سموّ ولي العهد - حفظه الله - لا يقود مسؤولياته إلاَّ إلى ما فيه صلاح العباد، ورفعة البلاد، وإلى الغاية التي تتأكد فيها أعظم المصالح وأسنى المقاصد، وتنتفي عنها الشرور والمفاسد، مهما اضطرب حياله العُباب، واعتكر في وجْهه الضّباب، وذلك هو معقد الكياسة والفراسة، والتمرس بمضائق السياسة، إضافة إلى ما انطوت عليه قلوب الرعية من محبته وتقديره، والاعتزاز به وتبجيله.
ورفع أكف الضراعة إلى الله - عزّ وجلّ - أن يوفق سموه ويعينه على أداء الأمانة، وتبعات الثقة، وأن يمده بالتوفيق والتسديد، والعون والتأييد، عضداً وسنداً لخادم الحرمين الشريفين، وحكومته الرشيدة وأن يحفظ عقيدتنا، وقيادتنا، وأمننا، وإيماننا، واستقرارنا، وأن تسلم بلاد الحرمين الشريفين دوماً من عدوان المعتدين وحقد الحاقدين، وحسد الحاسدين، ولتبق دوماً شامة في جبين العالم تميزاً وتألقاً، ولتدم واحة أمن وأمان، ودوحة خير وسلام، حائزة الخيرات والبركات، سالمة من الشرور والآفات بمن الله وكرمه، وليخسأ الحاقدون، والشانئون، والشامتون، وليموتوا بغيظهم ويشرقوا بحقدهم. كما دعا الله - عزّ وجلّ - أن يرحم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، وأن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، كما نسأله أن يديم على وطننا الغالي نعمة الإسلام والأمن والأمان، في ظل حكومتنا الرشيدة.