قررت الذهاب لرؤيتها وارتديت تلك القبعة الصفراء، كانت قبعة تحمل سر قمنا بتداوله منذ اللقاء الاول !! حبست انفاسي ووقفت حيث مرورها المرتقب لتقلها تلك الحافلة يومياً الى مكان دراستها .. وبنظرة مستنجدة بالحبيب ومقيمة في كنف المهجة لمحت ظهوري امامها ، فأخذت تبتسم ابتسامة مخلمية ذكرتني برذاذ الثلج المتساقط على دنيا الاحلام ، تلاطمت امواج الشوق بداخلي في سرب العبرة وانتشت معها ثورة من الدموع في مآق العيون واعلنت عن البدء ،وراحت كالعذارى تترقق على تلك الوجنات ،فلم تكن عيوني مصدقة ما تبصر فشعرت حتى الاحداق لهفة وتشعر بحنين قلبي وقد اسرج نفسه الى شرفات الامل الوهاج والمغدق باللقاء ، فما عدت احتمل اكثر لان نيران الشوق اخذت تحرق فؤادي وانا احمل بداخلي حبا اخذ مساحة شاسعة من حياتي ووفقاً لكل النظريات التي كونتها الحياة فقد اصبح عيشي ومقدرة بقائي .. ممتثلة في عوالم حبها والعيش سويا مدى الحياة ،ولعل الصراخ باعلى صوت يوقظ سبات العاشقين ويعطي رحيق الحياة الى المشتاقين ،لكني هذا المرة اكتفيت بالنظر اليها ،والصمت تحت بركان من الحنين اللامتناهي عبر جميع العصور والازمنة ، الى ان تحركت تلك الحافلة التي كانت بداخلها ، بنظراتها المملوءة بالدفء .. والتي لم اتمكن من رفعها من مقر افكاري لانها احتضنتها وبكل قوة ..فعادت روح الامل وعادت معها ابتسامتي الحقيقية بعدما شاهدتها تبتسم وكنت على يقين كبير اني اشاهد ملاك وليس بشراً الى ان بدأت تسرع تلك الحافلة وبدأت معها اخط كل تلك الذكرى في جداول قلبي عازما بيوم ان يكون اللقاء طويل ويمتد حتى الى عمر العرجون واراها امامي على المدى ولن اضطر الى ارتداء تلك القبعة الصفراء بعد اليوم