عندما كنا صغار كنا نلعب في البيوت
في الشوارع
تحت حر الشمس
أو تحت الأمطار
كنا لا نعرف معنى الخوف
كنا شجعان نعم
ولكن قبل كل شيء كنا أحرار
ومضت الأيام وصرنا كبار
وكبر خوفنا فينا
صرنا نهاب النسمات
وورق الأشجار
صرنا مساجين في أرض واسعة
نعد مساحتها بالأمتار
نحيط أنفسنا بداخلها بالأسلاك الشائكة
وبالأسوار
وبعد أن كنا عندما كنا صغار
ثوار
أصبحنا الآن مجرد كلابا
أصابها السُعار
تنبح كلاما يتأجج نار
ولكن ناره لا تحرق يدا للفجار
صرنا بوقا ينزف كلاما
بلا حساب وبلا أسعار
وأصبح الصامت فينا ثرثار
وأمسى عدونا يغتصب أرضنا
ينهب خيراتنا وثرواتنا
ينهش في لحم أعراضنا
يفعصنا كالصرصار
دون أن يشعر بالخوف
ما عاد عدونا يخشانا بعد الآن
وكيف يخشانا ان كان ردنا عليه
لا يتجاوز الشجب والإنكار
ومنتهى العار
أن نسمي أنفسنا بعد ذلك كله
عربا أحرار