على مدى ثماني سنوات قطع مصوِّر من جنوب إفريقيا 25 ألف ميل، عبر أخطر مناطق القارة؛ ليلتقط هذه الصور المذهلة للحياة البرية في إفريقيا، وقاده عشقه للحظات الغروب والشروق إلى الكشف عن جانب مجهول في حياة هذه الحيوانات؛ ليمتعنا بأجمل الظلال من خلال "السلويت".

وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن المصور الجنوب إفريقي ماريو مورينو (46 عاماً) التقط آلاف الصور عبر رحلته، من صور لخرطوم فيل يتدلى في الماء بحديقة كروجر الوطنية في جنوب إفريقيا، إلى أفراس النهر التي تلعب في تنزانيا.

وتضيف الصحيفة: هذه الصور تكشف عن لحظات ذهبية في حياة هذه الحيوانات الرائعة. إنها لقطات تحولت فيها هذه الوحوش إلى ما يشبه عرائس خيال الظل في فن "السلويت".

و"السلويت" هو نوع من الفنون يعتمد على استعمال اللون الأسود على خلفية بيضاء؛ لإظهار الحدود الخارجية للرسم أو الصورة، ويُطلق عليه أحياناً التصوير التضادي؛ لأنه ينفَّذ بطريقة عكسية للإضاءة أو الرسم.

وتنقل الصحيفة عن مورينو قوله: "لقد أخذتني مهمتي في تصوير الحياة البرية في رحلات عبر القارة. إنني أعشق تصوير لحظات الضوء الذهبي عند الغروب أو الشروق؛ حيث تتحول أعتى الوحوش إلى مجرد (سلويت)".

ويضيف مورينو "السلويت طريقة فريدة لجذب انتباه المشاهد إلى الحيوان موضوع اللقطة، من خلال التكوين الموجود في الصورة، والمقارنة الحادة بين الظلال والضوء. ويُعَدُّ توقيت التقاط الصورة أمراً مهماً".

ويضيف مورينو "لا يوجد هنا ألوان ولا تعبيرات، إنها صورة تقدِّم قصة بسيطة، وهذا ما أحبه في فن السلويت".

وتقول الصحيفة: إن ماريو سافر إلى تنزانيا وكينيا وبوتسوانا، إضافة إلى موطنه الأصلي "جنوب إفريقيا".

ويُعتبر مورينو لقطة الصقر بين السحاب في مواجهة شروق الشمس المفضلة لديه، ويقول: "لقد كانت لحظة خاصة، انتظرتها طويلاً وأنا آمل ألا يطير الصقر قبل التقاط الصورة".

وفي بعض الصور نشاهد هذه الوحوش تستعد للصيد، وأخرى تصحب صغارها، والبعض يسترخي، وربما يتثاءب.

ويؤكد مورينو أن التصوير في بعض اللقطات يكون شديد الخطورة، خاصة إذا كان عليه أن يقترب كثيراً من الحيوان موضوع الصورة.